الله اكبر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مواضيع اسلامية


    الاسلام و الصحة(2)

    M.Mohamed
    M.Mohamed
    Admin


    المساهمات : 155
    تاريخ التسجيل : 04/03/2009
    العمر : 27

    الاسلام و الصحة(2) Empty الاسلام و الصحة(2)

    مُساهمة  M.Mohamed الخميس مارس 05, 2009 1:12 am

    وقال صلى الله عليه وسلم: "ما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطنه"، وقيل: "المعدة بيت الداء". وكلنا يعرف اليوم ما تعانيه المجتمعات الغنية من أمراض التخمة، وسوء التغذية، والإسراف في الطعام.
    وقال صلى الله عليه وسلم : "بحسب ابن آدم لقيمات يُقِمْنَ صُلبه" وعلماء التغذية اليوم يؤكدون حاجة الإنسان إلى الغذاء أقل بكثير من الكمية التي يتناولها في وجباته المتخمة المليئة بالفضلات الغذائية التي ترهق الجسم، وتشغل الفكر.
    ولقد نظر الإسلام إلى الإنسان نظرة متكاملة، فاهتم بإصلاح جسده كما اهتم بإصلاح نفسه، وأخلاقه، وبين أن للجسد تأثيرا كبيرا على روح الإنسان وعقله، فالجسد الصحيح النشيط، المعافى صاحبه متيقظ العقل والروح، والجسد الخامل المريض صاحبه ثقيل الروح خامل العقل والفكر.
    وربط الإسلام بين الطعام والعبادة، فجعل الغذاء وتلبية الحاجة الجسدية للطعام باباً من أبواب الصلة بين العبد وربه، فكان صلى الله عليه وسلم إذا وضعت المائدة قال : "بسم الله، اللهم اجعلها نعمة مشكورة تصل بها نعمة الجنة" ، وإذا رفع مائدته قال : " الحمد لله الذي كفانا وأروانا غير مكفي ولا مكفور " ، وقال مرة " الحمد لله ربنا غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى ربنا " .
    فإذا التزم الإنسان بنظام الغذاء الإسلامي القائم على أسس سليمة وهي: ( تحريم الخبائث، تحليل الطيبات، اجتناب الإسراف، الشعور بالمنعم والشكر على النعمة) وقى نفسه من أمراضٍ فتاكةٍ وآفات قاتلة، وارتقى بفكره ونفسه وشاعت الصحة والسلم في المجتمع.".

    مجتمع معافى
    وقد سعى الإسلام من خلال أحكامه إلى تأمين حياة اجتماعية صحية تساعد على تكوين أسرة سليمة من خلال ما سنه من أمور الزواج والتي تؤمن وفرة الصحة، فصحة المجتمع تؤمن أيضاً صحة الفرد، والزواج الذي حثَّ عليه الإسلام كما يقول في ذلك الأستاذ محمد غسان الجبّان: "هو من سنن الأنبياء، فقد بيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أثره في بناء المجتمع السعيد المعافى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصيام فإنه له وجاء" أي وقاء.
    وقال أيضاً :" النكاح من سنتي فمن رغب عن سنتي فليس من أمتي".
    والله تعالى أحلَّ الزواج وحرَّم الزنا لأنه بالزواج يحفظ النسب والعِرض والصحة وتصان الحياة، وتتحقق العلاقات الاجتماعية التي تربط المجتمع على أسس سليمة ملؤها المحبة والوداد.
    وبالزنى تكثر الأمراض ويضيع النسب والسمعة والأولاد ويكثر الفقر التشرد والجرائم ويتباغض المجتمع ويتباعد. واستشهد على ذلك بقوله تعالى:{ وَمنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إَنَّ فِي ذَلِكَ لَآيات لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون} [ سورة الروم: 30/21].
    ولقد اشترط الإسلام لصحة عقد الزواج القبول والإيجاب وموافقة الولي وشاهدي عدل ومهر، وكلّف الرجل بالقوامة على المرأة فقال تعالى :{ الرِّجَالُ قَوَّامونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللهُ بعضهم على بعض} [ سورة النساء: 4/34]. وذلك من أجل أن تستقيم شؤون الأسرة والمجتمع على الوجه الأمثل بعيداً عن الفوضى والاستهتار والتخلي عن المسؤوليات، ما يؤمّن الصحة النفسية لحياة أفراد الأسرة ويوفقهم لما فيه خير العائلة.
    ولقد اعتنى الإسلام بالمرأة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء خيراً". وحضَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على كفالة اليتيم فقال: "أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة". وفرضت الزكاة لمحاربة الفقر والجوع والبؤس والحرمان ولسد حاجات الفقراء والمساكين ولرعاية اليتامى وأبناء السبيل.
    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما آمن بي ساعة من نهار من أمسى شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم ".
    وأمر الإسلام ببر الوالدين وصلة الرحم ونصرة المظلوم، ووصى بالجار والإحسان إليه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورِّثه".
    كل ذلك حرصاً على بناء مجتمع يشيع فيه الحب والأمن والسلام والتعاون بين أبنائه على حياة سليمة معافاة ".

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 9:17 am