فقير في مجتمع الغنى
عايض محمد عيبان
سامحيني يا وحيدتي , يوم أن أقبلت عليك ديوني , وقد تحلب فوها , فانتزعت منك أساورك الخرساء , وعقدك الثمين , أمام صديقاتك , وأنت تنظرين إلي , وقد جرضت بريقك المدبس , كأنك تقولين أيرضيك هذا يا أبتاه , وأنا وحيدتك , فاكتفيت بأن رأرأت بمقلتي نحو صديقاتك اللاتي يلعبن معك , حيث أوقفن لعبتهن ( سلوى يا سلوى مالك تبكي ) وأخذن يصرخن بقوة ؛ لأجلك , ويبكين . لقد كن أشجع مني , نعم لقد كن أشجع مني حقا ؛ لأنه لم يكن مني إلا أن أخذت بعثنون لحيتي , وشمست , حيث إني لا أقوى أن أرى ذلك يا وحيدتي , فأبقى مكتوف اليدين .
سامحيني يا وحيدتي , فوالله لقد تكاءد علي هذا , حتى ترفض عرقي , كما تكاءد عليك فصوح زهر سعادتك , فاندلثت على وجهي حزينا , فانهمرت دموعي كديمة وطفاء . لكنها يداي قد صفرت من كل بارح وسارح , ومن مسكن ومركب , فما أكلت إلا خشارتك , وما أتلعت عنقي في شيء إلا لأجلك .
سامحيني , فأنا أب غير سري , ووالد غير مجدود , وحالنا كحال كثير من الأسر التي لم يبق لها من هذا المجتمع إلا ذماء , لا أحسبه يقوى على أن يفثأ عنا ما نحن فيه , أو ينظر في حالنا الذي برمنا به .
سامحيني يا وحيدتي , سامحيني يا وحيدتي ؛ لأنني مثلك وحيد , وإن كنت في مجتمع الغنى .
عايض محمد عيبان
سامحيني يا وحيدتي , يوم أن أقبلت عليك ديوني , وقد تحلب فوها , فانتزعت منك أساورك الخرساء , وعقدك الثمين , أمام صديقاتك , وأنت تنظرين إلي , وقد جرضت بريقك المدبس , كأنك تقولين أيرضيك هذا يا أبتاه , وأنا وحيدتك , فاكتفيت بأن رأرأت بمقلتي نحو صديقاتك اللاتي يلعبن معك , حيث أوقفن لعبتهن ( سلوى يا سلوى مالك تبكي ) وأخذن يصرخن بقوة ؛ لأجلك , ويبكين . لقد كن أشجع مني , نعم لقد كن أشجع مني حقا ؛ لأنه لم يكن مني إلا أن أخذت بعثنون لحيتي , وشمست , حيث إني لا أقوى أن أرى ذلك يا وحيدتي , فأبقى مكتوف اليدين .
سامحيني يا وحيدتي , فوالله لقد تكاءد علي هذا , حتى ترفض عرقي , كما تكاءد عليك فصوح زهر سعادتك , فاندلثت على وجهي حزينا , فانهمرت دموعي كديمة وطفاء . لكنها يداي قد صفرت من كل بارح وسارح , ومن مسكن ومركب , فما أكلت إلا خشارتك , وما أتلعت عنقي في شيء إلا لأجلك .
سامحيني , فأنا أب غير سري , ووالد غير مجدود , وحالنا كحال كثير من الأسر التي لم يبق لها من هذا المجتمع إلا ذماء , لا أحسبه يقوى على أن يفثأ عنا ما نحن فيه , أو ينظر في حالنا الذي برمنا به .
سامحيني يا وحيدتي , سامحيني يا وحيدتي ؛ لأنني مثلك وحيد , وإن كنت في مجتمع الغنى .