الله اكبر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مواضيع اسلامية


    حياة النبي عيسى(1)

    M.Mohamed
    M.Mohamed
    Admin


    المساهمات : 155
    تاريخ التسجيل : 04/03/2009
    العمر : 27

    حياة النبي عيسى(1) Empty حياة النبي عيسى(1)

    مُساهمة  M.Mohamed الجمعة مارس 13, 2009 10:54 am

    الســــؤال

    بالكتاب الوارد من / عميد معهد علوم الشريعة الإسلامية - بجنوب أفريقيا - بتاريخ 10 من ذى القعدة سنة 1398 هجرية الموافق 3/10/78 م والمقيد برقم 284/1978 المطلوب به فتوى عن أحوال النبى عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلوات وأتم التسليم - والمحدد به الأسئلة التالية :
    1 - ما هو حال النبى عيسى وفق الكتاب والسنة الشريفة الثابتة.
    2 - ما حكم من قال ان عيسى قد مات ؟
    3 - هل توجد أية أدلة تدل على أن عيسى قد نشر دعوته لأناس فى الهند وأفغانستان والسند وإيران ؟
    4 - لماذا لم تطبع ترجمة القرآن الكريم فى دولة إسلامية إذ أن الترجمة التى نشرها أساتذة مسلمون من الهند بينهم من يدعى / محمد أسد - جاء فيها أن النبى عيسى عليه السلام مات وأن اعتقاد المسلمين فى عودته خطأ ؟

    الـجـــواب

    فضيلة الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق



    إن القرآن الكريم قد أخبر بنهاية أمر عيسى عليه السلام مع قومه فى ثلاث سور على الوجه التالى :
    1 - قال الله تعالى فى سورة آل عمران { فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصارى إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون . ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين . ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين . إذ قال الله يا عيسى إنى متوفيك ورافعك إلى ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلى مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون } آل عمران 52 - 55 .
    2 - قال الله تعالى فى سورة النساء { وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفى شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا . بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما } النساء 157 ، 158.
    3 - قال الله تعالى فى سورة المائدة { وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذونى وأمى إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لى أن أقول ما ليس لى بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما فى نفسى ولا أعلم ما فى نفسك إنك أنت علام الغيوب . ما قلت لهم إلا ما أمرتنى به أن اعبدوا الله ربى وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتنى كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شىء شهيد } المائدة 116 ، 117 ، صدق الله العظيم . تأويل قوله تعالى { متوفيك } وأصل مادة توفى فى لغة العرب .
    لفظ { إنى متوفيك } فى آيات سورة آل عمران ولفظ { فلما توفيتنى } فى آيات سورة المائدة المتبادر منهما أن عيسى عليه السلام قد مات لأن كلمة (توفى) وردت فى القرآن الكريم بمعنى الموت ، حتى صار هذا المعنى هو المتبادر منها عند النطق بها ، كما يأتى لفظ (توفيت) فى اللغة بمعنى القبض والأخذ ، وعلى هذا يكون معنى { إنى متوفيك } ، { فلما توفيتنى } إنى قابضك من الأرض ، كما يقال توفيت من فلان ما لى عليه بمعنى قبضته واستوفيته - ويأتى لفظ (يتوفى) بمعنى النوم كما فى قوله تعالى فى سورة الأنعام فى الآية 60 (وهو الذى يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم بعملون) . ففى هذه الآية جاء لفظ (يتوفى) ، مقصودا به النوم ، كما استعمل لفظ (يبعث) - الذى يشير عادة إلى البعث فى الحياة الأخرى بعد الموت فى الدنيا - بمعنى الأيقاظ من النوم وعلى هذا فإنه يمكن أن يقصد بلفظ (إنى متوفيك) و (فلما توفيتنى) معنى النوم أيضا بدلا من الوفاة بمعنى الموت السابق ذكره .
    تأويل قول الله { ورافعك إلى } { بل رفعه الله إليه } فلفظ { ورافعك إلى } فى آيات آل عمران و { بل رفعه الله إليه } فى آيات سورة النساء فسره جمهور المفسرين على أن الله رفع عيسى عليه السلام إلى السماء - واللفظ الأخير { بل رفعه الله إليه } اخبار عن تحقيق ما وعد الله به فى آيات آل عمران بقوله تعالى { إنى متوفيك ورافعك إلى } وقد جاء لفظ الرفع فى القرآن الكريم بالرفع المادى والمعنى الذى يدل على التشريف والتكريم ، وإذا كان القول بالرفع المادى هو المقبول لأن به نجاة عيسى عليه السلام من أعدائه فعلا روحا وجسدا لزم عليه أن يسبق هذا الرفع المادى موته حيقيقة أو حكما بالنوم ، لأن فى رفعه حيا بحياته العادية فى الدنيا تعذيبا له لما علم الآن بالتجربة العلمية من أن الإنسان كلما صعد فى الجو إلى أعلى ضاق صدره لقلة الاكسوجين فى الهواء كما يقول العلماء التجريبيون الآن . ولعل الآية الكريمة فى سورة الأنعام تشير إلى صدق هذه التجربة العلمية ( يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد فى السماء) من الآية رقم 125. فجماع ما تقدم يشير إلى أن الله سبحانه وتعالى رفع عيسى عليه السلام وأنجاه من القتل والصلب، يعنى أنه توفاه وأماته إما حقيقة أو حكما بالنوم ليعفيه ويجنبه بهذه التوفية أقسى العذاب الذى يتعرض له الجسد الإنسانى الحى لو صعد بحالته العادية فى الدنيا إلى السماء ، أو أنه رفع حيا وما زال كذلك حياة لا تدرى طبيعتها .
    تأويل قوله تعالى { ولكن شبه لهم } فلفظ { ولكن شبه لهم } فى آيات سورة النساء السابق تلاوتها اختلف المفسرون فى صفة التشبيه وكيفيته - على ما حكاه الطبرى فى تفسيره - فقال بعضهم إن اليهود حين أحاطوا بعيسى عليه السلام مع أصحابه لم يكونوا يعرفونه بشخصه وأشكل عليهم استخراجه بذاته من بين من كانوا معه لأن الله حولهم جيمعا إلى شبه عيسى وصورته ، ولذلك ظنوا أن من قتلوه هو عيسى وليس كذلك . وقال آخرون ان شبه عيسى ألقى على أحد أصحباه فأخذه اليهود وقتلوه .

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 8:06 am