الله اكبر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مواضيع اسلامية


    حقوق الرعية

    M.Mohamed
    M.Mohamed
    Admin


    المساهمات : 155
    تاريخ التسجيل : 04/03/2009
    العمر : 27

    حقوق الرعية Empty حقوق الرعية

    مُساهمة  M.Mohamed الخميس مارس 05, 2009 1:27 am

    حقوق الرعية

    (فأما حقوق رعيتك بالسلطان فإن تعلم أنك إنما استرعيتهم بفضل قوتك عليهم، فإنه إنما أحلهم محل الرعية لك ضعفهم، وذلهم، فما أولى من كفاكه ضعفه وذله، حتى صيره رعية، وصير حكمك عليه نافذاً، لا يمتنع منك بعزة ولا قوة، ولا يستنصر في ما تعاظمه منك إلا بالله، بالرحمة والحياطة(1)، والأناة، وما أولاك إذا عرفت ما أعطاك الله من فضله هذه العزة والقوة التي قهرت بها، أن تكون لله شاكراً، ومن شكر الله أعطاه فيما(2) أنعم عليه، ولا قوة إلا بالله...).

    لقد نظر الإمام العظيم (عليه السلام) إلى الحكومات القائمة في عصره فرآها على القهر والغلبة، ولم تستند لانتخاب شعوبها فرضخت للظلم، والذل ولم تمتنع بعزة ولا قوة من السلطان، وقد أوصى الإمام أولئك الحكام برعاية الشعوب والرحمة بها، والحياطة لشؤونها، والإناة في التصرف في أحوالها، كما أوصاهم أن يذكروا ما أعطاهم الله من فضله فيشكروه بالإحسان إلى الرعية والرفق بها.

    حق المتعلمين:

    (وأما حق رعيتك بالعلم فإن تعلم أن الله قد جعلك لهم في ما آتاك من العلم، وولاك من خزانة الحكمة فإن أحسنت فيما ولاك الله من ذلك، وقمت به لهم مقام الخازن الشفيق الناصح لمولاه في عبده الصابر والمحتسب الذي إذا رأى ذا حاجة أخرج له من الأموال التي في يديه، كنت راشداً، وكنت لذلك آملاً معتقداً، وإلا كنت له خائناً، ولخلقه ظالماً، ولسلبه عزة متعرضاً...).

    لقد حث الإمام العظيم (عليه السلام) العلماء على نشر العلم وبذله للمتعلمين، وجعل ذلك حقاً عليهم، وهم مسؤولون عن رعايته، فإن الله تعالى فيما رزقهم من العلم والحكمة، قد جعلهم خزنة عليها، فإن بذلوه إلى المتعلمين فقد قاموا بواجبهم وأدوا رسالتهم، وإلا كانوا خونة وظالمين، وتعرضوا لنقمة الله وسخطه.

    حق المملوكة:

    (وأما حق رعيتك بملك النكاح فإن تعلم أن الله جعلها سكناً ومستراحاً، وأنساً وواقية، وكذلك كل واحد منكما يجب أن يحمد الله على صاحبه، ويعلم أن ذلك نعمة منه عليه، ووجب أن يحسن صحبة نعمة الله، ويكرمها ويرفق بها، وإن كان حقك عليها أغلظ، وطاعتك بها الزم في ما أحببت وكرهت، ما لم تكن معصية، فإن لها حق الرحمة، والمؤانسة، وموضع السكون إليها قضاء اللذة التي لابد من قضائها، وذلك عظيم، ولا قوة إلا بالله...).

    وأوصى الإمام (عليه السلام) من يملك وطء امرأة بملك اليمين أن يقابلها بالرأفة والإحسان، ويقوم برعايتها، وليعلم أن ما استحله منها إنما هو نعمة من الله عليه، فاللازم عليه رعاية تلك النعمة، ورعايتها رعاية كاملة.

    حق المملوك:

    (وأما حق رعيتك بملك اليمين فأن تعلم أنه خلق ربك، ولحمك ودمك وأنك تملكه(3) لا أنت صنعته دون الله، ولا خلقت له سمعاً ولا بصراً ولا أجريت له رزقاً، ولكن الله كفاك ذلك بمن سخره لك، وأئتمنك عليه، واستودعك إياه لتحفظه فيه، وتسير فيه بسيرته فتطعمه مما تأكل، وتلبسه مما تلبس، ولا تكلفه ما لا يطيق، فإن كرهته خرجت إلى الله منه، واستبدلت به، ولم تعذب خلق الله، ولا قوة إلا بالله...).

    لقد نظر الإمام العظيم إلى المملوك نظرة مستمدة من جوهر الإسلام وواقعه، فالمملوك كالحر قد صنعه الله، وخلق له السمع والبصر، وأجرى له الرزق، كما صنع ذلك للحر، وليس للمالك أن يتجبر أو يتكبر عليه، وليس له أن يرهقه، أو يحمله فوق طاقته، وإنما عليه أن يعامله بالحسنى، فيطعمه مما يأكل، ويلبسه مما يلبس، وينظر إليه كما ينظر إلى أفراد عائلته، وبهذا فقد حفظ الإسلام للرق مكانته، ونفى عنه كل منقصة أو حزازة.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 10:53 am