الله اكبر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مواضيع اسلامية


    حقوق الجوارح(3)

    M.Mohamed
    M.Mohamed
    Admin


    المساهمات : 155
    تاريخ التسجيل : 04/03/2009
    العمر : 27

    حقوق الجوارح(3) Empty حقوق الجوارح(3)

    مُساهمة  M.Mohamed الخميس مارس 05, 2009 1:23 am

    حقوق الجوارح

    حق اللسان:

    (وأما حق اللسان فاكرامه عن الخنى، وتعويده على الخير، وحمله على الأدب، واجمامه(1) إلا لموضع الحجة والمنفعة للدين والدنيا، واعفاؤه عن الفضول الشنعة القليلة الفائدة، التي لا يؤمن ضررها مع قلة عائدتها وبعد شاهد العقل والدليل عليه، وتزين العاقل بعقله حسن سيرته في لسانه، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم...).

    إن اللسان من أهم الجوارح في بدن الإنسان، كما أنه من أخطرها على حياته، فباقراره واعترافه في حقوق الناس وأموالهم يدان، وقد قال الفقهاء: اقرار المرء على نفسه جائز ـ أي نافذ ـ كما أن الإنسان إنما يعز أو يهان بمنطقة فإن صدر منه خير احترم، وإن صدر منه شر حقر، وقد دعا الإمام الحكيم الإنسان إلى السيطرة على لسانه، والزامه بمراعاة الحقوق التالية:

    (أ) إكرامه عن الخنى ـ أي الفحشاء ـ لأنها مما توجب سقوط الإنسان ومهانته.

    (ب) تعويده على مقالة الخير، وما ينفع الناس ولا يضرهم.

    (ج) حمله على التلفظ بالأدب، والكلم الطيب، الذي يرفع إلى الله تعالى.

    (د) اجمامه وسكوته إلا لموضع الحاجة من الأمور الدينية أو الدنيوية.

    (هـ) اعفاؤه ومنعه من الخوض في فضول القول الذي لا يعود عليه ولا على الناس بخير.

    هذه بعض الأمور التي ينبغي للإنسان المسلم أن يحمل لسانه عليها ومن المؤكد أنها ترفع شأنه، وتعزز مكانته.

    حق السمع:

    (وأما حق السمع فتنزيهه عن أن تجعله طريقاً إلى قلبك إلا لفوهة كريمة تحدث في قلبك خيراً، أو تكسب خلقاً كريماً، فإنه باب الكلام إلى القلب، يؤدي إليه ضروب المعاني على ما فيها من خير أو شر، ولا قوة إلا بالله..).

    إن جهاز السمع هو الأداة الفعالة في تكوين شخصية الإنسان، وبناء سلوكه، وذلك بما ينقله من المسموعات التي تنطبع في دخائل الذات وقرارة النفس، ومن حقه على الإنسان أن يجعله بريداً لنقل الآداب الكريمة، والفضائل الحسنة، والمزايا الحميدة ليتأثر بها، وتكون من صفاته وخصائصه.

    حق البصر:

    (وأما حق بصرك فغضه عما لا يحل لك، وترك ابتذاله إلا لموضع عبرة تستقبل بها بصراً أو تستفيد بها علماً فإن البصر باب الاعتبار) إن للبصر حقاً على الإنسان، وهو حجبه عن النظر إلى ما حرمه الله الذي هو مفتاح الولوج في اقتراف الآثام، فينبغي للمسلم أن يغض بصره عما لا يحل له، وأن ينظر إلى مواضع العبر ليستفيد منها في بناء شخصيته، كما أنه ينبغي له أن يستفيد ببصره علماً يهذب به نفسه، وينفع به مجتمعه.

    حق الرجلين:

    (وأما حق رجليك فإن لا تمشي بهما إلى ما لا يحل لك، ولا تجعلهما مطيتك في الطريق المستخفة بأهلها فيها، فإنها حاملتك، وسالكة بك مسلك الدين(2)، والسبق لك، ولا قوة إلا بالله...).

    خلق الله الرجلين ليمشي بهما الإنسان إلى مواطن الرزق، فيكد ويعمل ليعيش هو وأفراد أسرته، ومن حقهما عليه أن يسعى بهما إلى طريق الخير والصلاح، وليس له أن يسعى بهما إلى الحرام كالوشاية بمؤمن، أو سرقة إنسان، وغير ذلك مما حرمه الله.

    حق اليد:

    (وأما حق يدك فأن لا تبسطها إلى ما لا يحل لك، فتنال بما تبسطها إليه من الله العقوبة في الآجل، ومن الناس بلسان اللائمة، في العاجل ولا تقبضها مما افترضه الله عليها ولكن توقرها بقبضها عن كثير مما لا يحل لها، وبسطها إلى كثير مما ليس عليها، فإذا هي قد عقلت، وشرفت في العاجل وجب لها حسن الثواب في الآجل...).

    وعرض الإمام (عليه السلام) لحق اليدين على الإنسان، ومن حقهما أن لا يبسطهما في ما حرمه الله تعالى من نهب أموال الناس، والاعتداء عليهم أو يعين بهما ظالماً على ظلمه، فإنه بذلك يستحق العقاب في دار الآخرة كما يستحق اللوم والعتاب من الناس في دار الدنيا، فالواجب عليه أن يوقرهما بالالتزام بما أمر الله.

    حق البطن:

    (وأما حق بطنك فأن لا تجعله وعاءً لقليل من الحرام، ولا لكثير، وأن تقتصد له في الحلال، ولا تخرجه من حد التقوية إلى حد التهوين، وذهاب المروءة، وضبطه إذا همَّ بالجوع والظمأ، فإن الشبع المنتهي بصاحبه إلى التخم مكسلة، ومثبطة، ومقطعة عن كل بر وكرم، وأن الري المنتهي بصاحبه إلى السكر مسخفة ومذهبة للمروة...) وأدلى الإمام (عليه السلام) في هذه الفقرات بحقوق البطن على الإنسان، والتي منها.

    (أ) عدم التغذية بالطعام الحرام فإن له كثيراً من المضاعفات السيئة كقساوة القلب، اللامبالاة الموجبة الانحراف عن الطريق القويم.

    (ب) الاعتدال في الأكل، والاقتصاد في تناول الطعام الحلال.

    (ج) النهي عن الشبع الموجب للتخمة، فإنها تسبب الإصابة بالكسل، والابتعاد عن البر والكرم، والخلق النبيل، كما أنها تعطل جميع القوى العقلية، بالإضافة إلى ما تحدثه من الأضرار الصحية كالإصابة بمرض السكر، وضغط الدم، والسمنة وغيرها.

    حق الفرج:

    (وأما حق فرجك فحفظه مما لا يحل لك، والاستعانة عليه بغض البصر، فإنه من أعون الأعوان، وكثرة ذكر الموت، والتهدد لنفسك بالله، والتخويف لها به، وبالله العصمة والتأييد، ولا حول ولا قوة إلا به...).

    تتركز الحياة الجنسية في الإسلام على العفة والفضيلة، وصيانة النفس من اقتراف الزنا والفحشاء، أما الطرق الوقائية التي تحجب الإنسان عن هذه الجريمة فهي كما أدلى بها الإمام:

    (أ) غض البصر عن المحارم فإن النظر هو العامل الأول للوقوع في الحرام، وقد عبر عنه في بعض الأخبار بزنى العين.

    (ب) الإكثار من ذكر الموت فإنه يقضي على هيجان الشهوة الجنسية.

    (ج) تهديد النفس بالله العظيم، والتخويف من عقابه، فإنه من عوامل القضاء على جريمة الزنا.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 9:22 am