الله اكبر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مواضيع اسلامية


    حقوق الأفعال(4)

    M.Mohamed
    M.Mohamed
    Admin


    المساهمات : 155
    تاريخ التسجيل : 04/03/2009
    العمر : 27

    حقوق الأفعال(4) Empty حقوق الأفعال(4)

    مُساهمة  M.Mohamed الخميس مارس 05, 2009 1:25 am

    حقوق الأفعال

    وبعد ما تحدث الإمام (عليه السلام) عن حقوق الجوارح على الإنسان أخذ في بيان حقوق الأفعال، وهي:

    حق الصلاة:

    (فأما حق الصلاة فأن تعلم أنها وفادة إلى الله، وأنك قائم بها بين يدي الله، فإذا علمت ذلك كنت خليقاً أن تقوم فيها مقام الذليل، الراغب، الراهب، الخائف، الراجي، المسكين، المتضرع، المعظم من قام بين يديه، بالسكون والاطراق وخشوع الأطراف، ولين الجناح، وحسن المناجاة له في نفسه، والطلب إليه في فكاك رقبتك التي أحاطت به خطيئتك، واستهلكتها ذنوبك، ولا قوة إلا بالله...).

    أما الصلاة فإنها من أعظم الطقوس الدينية، وأهمها في الإسلام، وهي قربان كل تقي ـ حسبما ورد الحديث ـ وهي الوفادة إلى الله تعالى، ومن حقها على المسلم أن يعلم المصلي أنه قائم بين يدي الله الملك الجبار، خالق السموات والأرض، وواهب الحياة، وعليه أن يتجه بجميع مشاعره وعواطفه نحو الله فيقف أمامه موقف الذليل، الراغب في ما عند الله، والخائف من عقابه والراجي لمغفرته ورضوانه، والمسكين الذي يرجو رفده، وعليه أن يصلي بسكينة ووقار، خاشع الأطراف، حسن المناجاة، لا يشغل فكره بأي شأن من شؤون الدنيا، وعليه أن يسأل الله أن ينقذه من التبعات والخطيئات، وفك رقبته من النار.

    حق الصوم:

    (وأما حق الصوم فأن تعلم أنه حجاب ضربه الله على لسانك، وسمعك وبصرك وفرجك وبطنك، ليسترك به من النار، وهكذا جاء في الحديث (الصوم جنة(1) من النار) فإن سكنت أطرافك في حجبها رجوت أن تكون محجوباً، وإن أنت تركتها تضطرب في حجابها، وترفع جنبات الحجاب، فتطلع على ما ليس لها بالنظرة الداعية للشهوة والقوة الخارجة عن حد التقية لله، لم تأمن أن تخرق الحجاب، وتخرج منه، ولا قوة إلا بالله...).

    وأما الصوم فهو من العبادات المهمة في الإسلام، وفي الحديث أنه جنة من النار، وتترتب عليه كثير من الفوائد الصحية والاجتماعية والاقتصادية، والأخلاقية، والنفسية، والتي منها تقوية فعالية الإرادة، وتنشيطها والتي بها يحقق الإنسان أهم ما يصبو إليه في هذه الحياة… وقد ذكر المعنيون في البحوث الإسلامية فوائد كثيرة للصوم، كما ألفت بعض الكتب في فوائده.

    وعلى أي حال فقد تناول الإمام في حديثه ما ينبغي للصائم أن يقوم به في أثناء صومه، فقد ذكر أنه ينبغي له أن لا يقتصر في صومه على الإمساك عن الطعام والشراب، وإنما عليه أن يمسك لسانه عن الكذب وقول الباطل، ويمسك سمعه عن سماع الغيبة، وفرجه مما لا يحل له، وبطنه عن تناول الحرام ليكون بذلك بمنجىً من عذاب الله وعقابه.

    حق الصدقة:

    (وأما حق الصدقة فأن تعلم أنها ذخرك عند ربك، ووديعتك التي لا تحتاج إلى الاشهاد، فإذا علمت ذلك كنت بما استودعته سراً، أوثق بما استودعته علانية، وكنت جديراً أن تكون أسررت إليه أمراً أعلنته، وكان الأمر بينك وبينه فيها سراً على كل حال، ولم يستظهر عليه في ما استودعته منها باشهاد الاسماع والأبصار عليه بها، كأنها أوثق في نفسك لا كأنك لا تثق به في تأدية وديعتك إليك، ثم لم تمتن بها على أحد لأنها لك، فإذا أمتننت لم تأمن أن تكون بها على تهجين(2) حالك منها إلى من مننت بها عليه، لأن في ذلك دليلاً على أنك لم ترد نفسك بها، ولو أردت نفسك بها لم تمتن بها على أحد، ولا قوة إلا بالله...) أكد الإمام (عليه السلام) على الصدقة، واعتبرها ذخراً عند الله للمتصدق وهو إنما يقدمها لنفسه، فإنه يجدها عنده حاضرة في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، كما أكد (عليه السلام) على ضرورة الصدقة في السر، وأن تكون خالية من المن، لأنها في الحقيقة له فكيف يمن بها على المتصدق؟ ونظراً لأهمية الصدقة في السر، فقد كان الإمام يعول مائة بيت في يثرب، وهم لا يعلمون من هو الذي يعيلهم.

    حق الهدي:

    (وأما حق الهدي فأن تخلص بها الإرادة إلى ربك، والتعرض لرحمته وقبوله، ولا تريد عيون الناظرين دونه، فإذا كنت كذلك لم تكن متكلفاً ولا متصنعاً، وكنت إنما تقصد إلى الله، واعلم أن الله يراد باليسير، ولا يراد بالعسير، كما أراد بخلقه التيسير، ولم يرد بهم التعسير، وكذلك التذلل أولى بك من التدهقن لأن الكلفة والمؤونة في المتدهقنين، فأما التذلل والتمسكن فلا كلفة فيهما، ولا مؤونة عليهما، لأنهما الخلقة، وهما موجودان في الطبيعة، ولا قوة لا بالله...).

    وعرض الإمام (عليه السلام) في هذه الفقرات إلى حق الهدي، وهو ما يذبحه حجاج بيت الله الحرام في مكة أو في منى من الأنعام، وقد أكد على أن يكون خالصاً لوجه الله تعالى غير مشفوع بأي داع من الدواعي الفاسدة كالرياء وطلب السمعة، فإن الله تعالى لا يتقبله، وعرض الإمام (عليه السلام) إلى أن الله تعالى إنما يُتقرب إليه باليسير من الأعمال لا بالعسير، فإن لم يشرع أي تكليف حرجي، ثم أنه (عليه السلام) فرع على ذلك بأن التذلل أولى من التصدي للزعامة لأنها تحتاج إلى الجهد والكلفة والعناء أما من لا يتصدى إليها فإنه في غنى عن ذلك

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 9:27 am